تحميل كتاب الإمتاع والمؤانسة PDF – أبو حيان التوحيدي

أبو حيان التوحيدي، واسمه الكامل علي بن محمد بن عباس، هو فيلسوف وأديب وكاتب من أبرز مفكري القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي). وُلد في بغداد ونشأ فيها، وعاش حياة صعبة ومضطربة، مما أثر في شخصيته وكتاباته. وصفه المؤرخ ياقوت الحموي بأنه “فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة”، وهذا الوصف يعكس قدرته على الجمع بين الأسلوب الأدبي الرفيع والعمق الفلسفي. ورغم عبقريته، فقد واجه التوحيدي الكثير من التجاهل والإهمال من حكام عصره.

تميز أسلوب التوحيدي بكونه متنوعًا وعميقًا، فهو يجمع بين النحو واللغة والأدب والفلسفة والكلام. كان جاحظيًا في أسلوبه، حيث كان يطمح إلى أن يكون على شاكلة الجاحظ في كتاباته. تناول التوحيدي في مؤلفاته قضايا فلسفية ودينية معقدة، وأظهر براعة في استخدام اللغة للتعبير عن أفكاره، ورغم ذلك، لم يلتزم بمذهب معين في جميع المسائل، بل كان يميل إلى المنهج النقدي في تناول القضايا.

عاش التوحيدي حياة من الإحباط واليأس، خاصة بعد أن تجاوز التسعين من عمره، وشعر أن كتبه لم تنفعه ولم يقدّرها أحد. في لحظة يأس، أقدم على حرق جميع كتبه، ولم ينجُ منها إلا ما نُقل ونسخ قبل إحراقها. يُقال إنه لجأ إلى التصوف في أواخر حياته بحثًا عن السكينة والعزاء، وتوفي في شيراز عام 414 هـ (1023 م). ترك التوحيدي إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا، رغم مأساة حرق كتبه، ومن أشهر أعماله “البصائر والذخائر” و”المقابسات” و”الإمتاع والمؤانسة”.